حـريـة الــصــحــافــة

 

أتذكر منذ شهر دجنبر 1996 حددت الأمم المتحدة بناء على قرار جمعيتها العامة تحديد تاريخ 3 ماي من سنة كيوم عالمي لحرية الصحافة

و كان قرار الإحتفاء بهذا اليوم مرتبطا بالتوصية التي تبناها المجلس الإقتصادي و الإجتماعي حول تطوير الصحافة الإفريقية

كما أن تخصيص يوم عالمي لحرية الصحافة هو امتداد لمجموعة من قرارات و مباديء اعتمدتها الأمم المتحدة و اليونيسكو انطلاقا من التنصيص في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن ” لكل شخص الحق في حرية الرأي و التعبير” الى قرار اليونيسكو الذي يسلم بأن الصحافة الحرة و المتعددة و المستقلة عنصر أساسي في كل مجتمع ديمقراطي و إلى تصريح يودنهوك (ناميبيا 1991) الذي ينص على أن تطوير الصحافة المتسمة بالتعددية يعتبر عاملا أساسيا لتنمية و حماية الديمقراطية و التنمية الإقتصادية

و لحد الان ما يزال تفعيل هذه المباديء يصطدم بعدة عراقل في العديد من بلدان العالم و في مقدمتها البلدان الإفريقية التي تواجه مصاعب و اضطرابات تحول دون انخراطها في عملية التنمية و مواجهة تحديات النهوض

و تظهر هذه العرقل في هيمنة الحكومات على وسائل الإعلام و في التضييق على حرية الصحافة و الصحفي و إجراءات الرقابة و المصادرة التي تتعرض لها الصحافة في مجموعة من البلدان و أيضا في الإعتداءات التي تطال الصحافيين

و الواقع أن المشاكل التي تعوق تطوير الصحافة و ازدهار الآداء الإعلامي بهذه البلدان إنما يعكس غياب الديمقراطية التي هي بدورها لا يمكن أن تقوم لها قائمة في غياب مؤسسات و ممارسة ديمقراطية سليمة و حقيقية

من هنا فإن الإهتمام بحالة الممارسة الصحفية و بالدفاع عن حرية الصحافة يتجاوز الإطار المهني الضيق إلى الإطار العام للدفاع عن مباديء الديمقراطية العامة التي تكفل حرية التعبير و الحق في الإعلام الذي يعد جزءا لا يتجزأ من حقوق الإنسان

و على مستوى التحديات الإقتصادية يتضح بأن وضعية الصحافة تعكس استعداد أو عدم استعداد هذه الدولة أو تلك لأخذ مكانتها في قطار البناء و التقدم

و تأسيس على ذلك فإن الخروج من دائرة التقهقر و بناء مجتمعات لها من مقومات الديمقراطية ما يجعلها تواكب حقائق العصر يقتضي من جملة ما يقتضي وضع حد لكل الممارسات و التصفيات التي تحد من حرية الصحافة و الإعتداءات التي ترمي الى الضغط عليهم كما يستوجب ذلك رفع هيمنة الحكومات على وسائل الإعلام و حعل هذه الوسائل تقوم بوظيفتها بكيفية موضوعية تعكس حرية الرأي و التعددية و حق المعرفة :.. ألــــيـــــس هـــذا بكــــاف يـــأهـــل الـــقـــرار فـــــي مــــــديـــــنـــة آزمـــــــــــــــور التي اتخذ مرض التكثم يستفحل بلغ درجة حرمان المواطن المثقف من حقه في المعرفة

حمزاوي عبد العظيم

 

Leave a Comment